تقوم شركات تصنيع السيارات بتمييز الموديلات الصديقة للبيئة من خلال وضع شعارات إيكولوجية عليها توضح أن هذه السيارات توفر في استهلاك الوقود، مثل BlueMotion و Blue Efficiency و DRIVe و Green Line و Airdream. وفي واقع الأمر فإن هذه الموديلات تحد بالفعل من استهلاك الوقود، غير أن الأمر لا يستحق تكبد العملاء تكلفة إضافية بصورة دائمة.
وتجدر الإشارة إلى ‘أن حركة النقل والمواصلات يصدر عنها 5ر6 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يزيد على خُمس الكمية الإجمالية على مستوى العالم، والتي تتجاوز 31 مليار طن من الانبعاثات الضارة، وهذه حقيقة لا تستطيع أي شركة من شركات إنتاج سيارات إغفالها’. هذه العبارة ليست تصريحات لأحد النشطاء في منظمات حماية البيئة، ولكنها صادرة عن شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات. ولذلك تسعى الشركة، التي تتخذ من مدينة شتوتغارت مقراً لها، ‘لتطوير الحركية والتنقل في الوقت الحاضر والمستقبل بصورة مستدامة قدر الإمكان’. وتطلق شركة دايملر اسم BlueEfficiency على استراتيجيتها لتحسين معدل استهلاك الوقود والحفاظ على البيئة.
وفي واقع الأمر فإن معظم شركات إنتاج السيارات تشارك في الاتجاه نحو طرح سيارات صديقة للبيئة، وتكرس مزيداً من الاهتمام حول موضوع فعالية وكفاءة استهلاك الوقود. وتحمل الموديلات الموفرة في الوقود لدى شركة أوبل اسم EcoFlex، بينما تطلق عليها شركة بيجو باسم Blue Lion. في حين يظهر الشعار الإيكولوجي لدى شركة سكودا باسم GreenLine، وتعول شركة فورد على ECOnetic ورينو على eco2 وستروين على Airdream وسيات على Ecomotive. ولا تزال هذه القائمة مفتوحة، حيث يمكن أن تُضاف إليها أسماء أخرى.
وقد توصل نادي السيارات (ADAC) بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا، من خلال إجراء اختبار على الموديلات الموفرة في استهلاك الوقود، والتي تحمل شعار العلامة التجارية لكل من بي إم دبليو وميتسوبيشي وفولكس فاغن، إلى أنه يمكن بشكل إجمالي التوفير في استهلاك الوقود بنسبة تتراوح من 7 إلى 14 %، وقد تزيد هذه النسبة على 20 % عند السير داخل المدن. ويرجع الفضل في ذلك إلى العديد من التقنيات الحديثة منها على سبيل المثال آلية تشغيل وإيقاف المحرك وتقنية استعادة طاقة الكبح ونسب التعشيق أطول بناقل الحركة وكذلك الإطارات ذات مقاومة منخفضة للاحتكاك علاوة على خصائص الإيروديناميكية المُحسنة. ومَن يرغب في معرفة كيف تتمكن الموديلات الأكثر فعالية وكفاءة في الحد من استهلاك الوقود بالتفصيل، فيمكنه الرجوع إلى كتيبات التشغيل والكتالوجات وكذلك المواقع الإلكترونية الخاصة بشركات تصنيع السيارات. وأوضح غريغور كولبه، من نادي النقل والمواصلات بألمانيا، ذلك بقوله :’فيما يتعلق بالشعارات الإيكولوجية فإن كل شركة من شركات إنتاج السيارات تسلك طريقها الخاص’.
فعلى سبيل المثال تعتمد شركة فولكس فاغن الألمانية في سيارتها Golf 1.6 TDI BlueMotion على تجهيزات مثل آلية تشغيل وإيقاف المحرك وتقنية استعادة طاقة الكبح بالإضافة إلى الإطارات المُحسنة وتقليص كفاءة المحركات. ويبلغ معدل استهلاك المحرك من الوقود في دورة السير القياسية 8ر3 لتر/100 كلم، وهو ما يعادل 99 جم/كلم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وفي اختبار نادي السيارات الألماني حققت هذه السيارة نسبة توفير في الوقود بلغت 14 % مقارنة بالموديل المماثل غير المزود بالتقنية الإيكولوجية. وتطلب الشركة الألمانية في نظير ذلك تكلفة إضافية تبلغ حوالي 1000 يورو (ما يعادل 1400 دولار أمريكي). ولكن هل يتعين سداد تكلفة أعلى مقابل اقتناء موديلات BlueMotion من شركة فولكس فاغن؟ يجيب هارتموت هوفمان، المتحدث الإعلامي باسم الشركة الألمانية، على هذا التساؤل بقوله :’هذا يرتبط بأسعار الوقود’.
وهناك مثال آخر يتمثل في سيارة هيونداي i30، حيث تطلب الشركة الكورية 270 يورو (حوالي 390 دولار أمريكي) فوق سعر الموديل القياسي غير المزود بشعار Blue، وذلك في مقابل تجهيز السيارة بآلية تشغيل وإيقاف المحرك. ويتراجع معدل استهلاك محرك البنزين سعة 6ر1 لتر في هذه السيارة بمقدار 6ر0 تقريباً ليصل إلى 9ر5 لتر/100 كلم، وهو ما يعني خفض معدل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من 152 إلى 139 جم/كلم. ولكن تفتقر باقة التجهيزات بهذه السيارة إلى خصائص الإيروديناميكية المُحسنة وكذلك تقنية استعادة طاقة الكبح.
وتجدر الإشارة إلى أن باقة توفير الوقود لا تجدي نفعاً مع بعض قائدي السيارات، لأنها تعتمد على الطريق الذي تسير عليه السيارات وكذلك مدى استخدام السيارة. وأوضح غريغور كولبه، المتحدث باسم نادي النقل والمواصلات بألمانيا، قائلاً :’من المفيد استخدام سيارة بمحرك بنزين صغير مزود بتقنية الحقن المباشر للوقود بالإضافة إلى شاحن عند السير داخل المدن، غير أن قدرته ستكون محدودة عند السير على الطرق السريعة’. كما أن آلية تشغيل وإيقاف المحرك لن تكون مجدية عند قيادة السيارة على الطرق السريعة، ولكن الخاصية التي تنفع في تلك الحالة هي تحسين خصائص مقاومة الهواء. وتعمل الإطارات المُحسنة لمقاومة الاحتكاك على توفير استهلاك الوقود بنسبة 3 % على الطرق السريعة، في حين تبلغ نسبة فعاليتها في الاقتصاد في الوقود من 4 إلى 6 % عند السير داخل المدن. وأضاف الخبير الألماني غريغور كولبه :’بالنسبة لقائدي السيارات قليلو الحركة فإن التكلفة الإضافية لن تكون مجدية إلا في حالات نادرة فقط’.
وفي بعض الأحيان لن يتحمل العملاء مشقة اتخاذ القرار، على سبيل المثال عند شراء سيارات بي إم دبليو؛ حيث تقوم الشركة الألمانية حالياً بتركيب تقنيتها المعروفة باسم EfficientDynamics في جميع الموديلات التي تطرحها في الأسواق. وأوضحت كاترينا زينغير، المتحدثة الإعلامية باسم شركة بي إم دبليو، قائلة :’في جميع الموديلات يوجد جزء من تقنية EfficientDynamics’. ونظير تكلفة إضافية تتوافر هناك العديد من التجهيزات الإضافية التي تعمل على التوفير في استهلاك الوقود. وفي الوقت الحالي يتم طرح 80 % من سيارات بي إم دبليو الجديدة في الأسواق مع تجهيزها بنظام تشغيل وإيقاف المحرك. وعلى أية حال تعمل الشركة الألمانية على تحسين خصائص الأيروديناميكية ومقاومة الهواء باستمرار.
ويعول مهندسو شركة دايملر أيضاً على تعزيز خصائص مقاومة الهواء وتطوير وتحسين المحركات بالإضافة إلى نسب تعشيق أكثر طويلاً بناقل الحركة. وتشتمل جميع موديلات مرسيدس من الفئة E و C مع وجود بعض الاستثناءات على تقنية تشغيل وإيقاف المحرك؛ حيث توجد موديلات في كلا الفئتين تحمل شعار BlueEfficiency.
وأوضح برنهارد تشينشير، خبير اختبار السيارات بنادي (ADAC) الألماني، أن الموديلات المزودة بشعارات إيكولوجية تتمتع في أغلب الأحيان بميزة عند إعادة بيع السيارة، ويقول :’فقدان القيمة عادة ما يكون أقل من الموديلات التقليدية، لأن السيارات الموفرة في استهلاك الوقود يمكن إعادة بيعها بشكل أفضل’.
سيارات صور السيارات
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets